شرح لمعة الاعتقاد
ما ورد في فضل صحابة النبي صلى الله عليه وسلم
أصحابه رضي الله عنهم خير أصحاب الأنبياء عليهم السلام، خصه الله تعالى بصحابته الذين أحبوه وبايعوه ونصروه وأنفقوا في نصرته كل ما يملكون، وقدموا قوله على قول كل أحد، وساروا على نهجه رضي الله عنهم واقتدوا به لا شك أن لهم فضلهم ولهم مكانتهم.
قد ذكر الله تعالى فضل صحابته في عدة آيات، ورد أيضا فضلهم في عدة أحاديث مثل قول الله تعالى: رسم> يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ قرآن> رسم> هؤلاء هم الصحابة الذين قاتلوا أهل الردة وصفهم بست صفات: رسم> يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ قرآن> رسم> هذه انطبقت على الصحابة الذين قاتلوا أهل الردة، فدل على فضلهم وأفضل خصالهم: أن الله يحبهم وهي أول خصلة لهم يحبهم، ومن خصالهم: تواضعهم: رسم> أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ قرآن> رسم> وشدتهم على الكفار؛ فمثل هذه الآية قول الله تعالى: رسم> مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ قرآن> رسم> رسم> أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ قرآن> رسم> .
يعني: أنهم غلاظ على الكفار، وأما بينهم فإنهم يتراحمون؛ يرحم بعضهم بعضا ويؤثر بعضهم بعضا، دليل على ما فضلهم الله تعالى به: رسم> أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ قرآن> رسم> يعني: علامة السجود إلى آخر السورة دليل على فضلهم، وأنهم خير الأمة، وما حباهم الله تعالى بقوله: رسم> إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِين آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ قرآن> رسم> رسم> إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا قرآن> رسم> هؤلاء المهاجرون رسم> وَالَّذِين آوَوْا وَنَصَرُوا قرآن> رسم> هؤلاء الأنصار، فذكر أن بعضهم أولياء بعض، يعني أنهم يوالي بعضهم بعضا، ويحب بعضهم بعضا، وينصر بعضهم بعضا، ثم في آية بعدها: رسم> وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ قرآن> رسم> .
لا شك أن هذا كله دليل على فضلهم، ومدحهم الله تعالى به، كذلك أيضا مدحهم بقوله: رسم> وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ قرآن> رسم> فالسابقون الأولون هم الذين هاجروا من مكة اسم> إلى المدينة اسم> والأنصار هم الذين نصروهم وآووهم، رسم> وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ قرآن> رسم> يعني: جاءوا من بعدهم وصدقوا، كل الجميع ذكرهم بصفة الرضا في قوله: رسم> رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ قرآن> رسم> وذكرهم أيضا في سورة الحشر في قوله تعالى: رسم> لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ قرآن> رسم> هؤلاء المهاجرون رسم> وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ قرآن> رسم> هؤلاء هم الأنصار، دليل على أنهم حازوا هذه الفضيلة.
وكذلك أيضا آيات كثيرة فيها مدح لهم وثناء عليهم، بأفعالهم تدل على أنهم أفضل قرون هذه الأمة، وثبت أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رسم> خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم متن_ح> رسم> وفي رواية: القرن الذي بعثت فيهم، وذكر الإمام أحمد اسم> حديثا بلفظ: رسم> أنتم خير من أبنائكم، وأبناؤكم خير من أبنائهم رسم> إلى آخره.
وكذلك أيضا كان يعترف بفضل الصحابة الأولين، ذكر أنه وقع خصام بين خالد بن الوليد اسم> وهو من المتأخرين في الإسلام وعبد الرحمن بن عوف اسم> وهو من المهاجرين الأولين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخالد اسم> ومن معه: رسم> لا تسبوا أصحابي؛ فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد اسم> ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه متن_ح> رسم> .
المد ربع الصاع والنصيف نصف المد أي ثمن الصاع، يعني إذا أنفق أحد من الصحابة ربع الصاع أو نصف أو نصف الربع كان أفضل من إنفاق من بعدهم من الذين تأخر إسلامهم أو من غير الصحابة لو أنفق مثل جبل أحد ذهبا.
مسألة>